القائد الأسد كما هو دائما في كل إطلالاته ، قوي في الارتجال ، متمكن في التعبير، يتحدث هدوء الواثق .. يضع الأمور في النصاب ، قدرة الحاذق ، كلام منسجم هادف متناسق ، يشرّح الواقع بدقة وبشفافية ، من عارف بأدق تفاصيل معاناة السوريين - على اختلاف شرائحهم- .. يهتم بإيجاد حلول ترضيهم جميعاً ، لا يعرف الكلل أو الملل أو التراجع .. ومهما بلغت الصعاب ، ومهما اشتد الحصار ، ومهما كثرت الأقاويل ، ومهما بلغت التهجمات على شخصه الكريم والتي تدار من الخارج – في حرب تستهدفه هو بالذات ، وطبيعي أنهم بعد عجزهم العسكري ، لم يبق َ لهم الا الأبواق .. وتتسخر في خدمتهم محطات رخيصة وأقنية تافهة وصحف صفراء ، غربية تارة وعربية تارة أخرى ، وكلها عبرية الهوى ، وجديدهم عندما لا ينفع كل هذا وقبله ذاك ، في إسقاط ذلك التلاحم الغريب بين الشعب وقائده ، تلاحم عجز عن كشف سره خبراء واشنطن النفسيين ، جديدهم أن تنتقل الدعاية الصفراء والبروباغاندا الإعلامية لتبث من عاصمة أقوى الحلفاء ، علّها تفعل فعلها فيما عجزت عندما كانت تبث من تل أبيب أو من حلفاء تل أبيب في عواصم العرب أوعواصم الغرب - لا يحرّك القائد ساكناً في الرد على كل هذه التفاهات ، لأنه يعي أنها ترّهات لا تستحق الرد هذا من جهة ، أما من الجهة الأخرى فهو يثق بوعي شعبه ، وبأنّ هذا الشعب العظيم ، لديه من الذكاء بالفطرة ، ما يكفي لأن يعي أنّ من يفتح أبواقه ولو كان مستقرا في عاصمة أقوى الحلفاء ، ليستهدف قائداً حليفاً لموسكو بحجم القائد الأسد ، يكون خائنا لموسكو قبل أن يكون خائنا لدمشق!! وبالتالي هو لا يمثل موسكو في أية حال من الأحوال..
لم يهتم القائد بالرد على كل هذا الهراء ، فهو يعلم - وشعبه يعلم - أن التضييق الاقتصادي والهجمات الإعلامية المغرضة ، هما عنوان المرحلة القادمة من مخططات العدو ، يكثفها العدوعساها تفعل فعلها بين أفراد الطبقة المؤيدة التي أرّق العدو تلاحمها والتفافها العجيب حول قائدها ، هذا الالتفاف الذي فيه يكمن سر الانتصار الذي بات وشيكا ، وشيكا أكثر من أي وقت مضى .. ليتوّج نصراً مؤزراً ليس لسورية فقط بل نصراً عالمياً يقلب كل الموازين !
ويبقى سؤالان مهمان، السؤال الاول هل من قائد يستطيع في 35 دقيقة ، وبكلام مرتجل ، أن يضع النقاط على الحروف ، فيشرّح الواقع ، ويستشرف الحلول ، نعم فعلها الأسد في خمسة وثلاثين دقيقة .. لم تكن حلولاً نظرية افتراضية بل حلولاً واقعية عمليّة قابلة للتطبيق !!
أما السؤال الثاني فهو ، هل تريدون ألا يكون في العالم العربي كله قائدا بهذه الإمكانيات..!! أين هو القائد العربي أو حتى العالمي الذي يستطيع أن يتحدث مرتجلا حديثاً يصلح خطة عمل للمرحلة القادمة ، حديثا يصلح خطة مواجهة لكل ما يحاك .. في بلد هو في خضمّ الأزمات وفي دائرة الاستهداف !!
ختاماً, هل كان في الاجتماع ، من هو على قدر المسؤولية التاريخية في تنفيذ تعليمات كلمة القائد الاسد التوجيهية التاريخية, والتي وضع فيها آلية للعمل ، وخطة للبدء ، ومساراً واضحاً .. لتعلموا جيداً أنّكم على المحك !! لا مبررات للتقاعس أو للإهمال أو للفساد ..فالمهل محدودة ومن لا يستطيع فليستقيل !! فأن تستقيل خير من أن تقال !!
وهنا نتوجه من موقعنا آرام بريس الى اخوتنا ممثلي الشعب في البرلمان, كونهم مؤتمنين على تمثيل اوجاع الفقراء ومعاناتهم بنداء عاجل وصرخة مدوّية،:أنتم تدركون معاناة الشعب التي بلغت ذروتها من الغلاء والفساد ومن ضعف القدرة الشرائية للعملة الوطنية, حيث ان خطة العدو الخبيثة العام الماضي, كما شرحها مركز الامن الامريكي الجديد CNAS والتي اوصلناها الى الجهات المعنية في حينه, تعتمد على تطبيق الحصار الخانق بالمواد الاساسية الضرورية لحياة المواطن بما فيها وقود التدفئة وغاز الطهي، بحيث ينطلق التذمر هذه المرة من المناطق الحاضنة للدولة والجيش قبل ان تعم ، ولا نعلم ان كان قد خطر في بال الاعداء المخططين ان عوامل اضافية ستدخل على الخط وتساهم اكثر في نجاح مخططاتهم الا وهو الفساد وطمع التجار في الداخل...وووووو...... الخ...... فبينما يعي القائد الاسد دور ضعاف النفوس من التجار فيقف في وجههم بكلمته التوجيهية لاعضاء الفريق الحكومي " بكسر حلقة التجار والسماسرة من قبل المؤسسات الحكومية التي يجب ان تكون تاجرا ماهرا ومؤكد أنه يقصد انّ الغاية ليست في الربح بل تامين احتياجات المواطن), وهنا نؤكد ان القائد الاسد يقف دائما مع الشعب, وليس مع التجار..
نجد أن رئيس الحكومة يبدو في تصريحاته ما يوحي انه يقف مع التجار حيث صرح في وقت سابق خلال اجتماعه بالفريق الاقتصادي والتجار قبل منتصف شباط الماضي من العام الحالي 2020 (لا يمكن للحكومة ان تقف ضد التاجر او رجل الاعمال), بينما كان حريا برئيس الحكومة ان يوضح ان الحكومة ستقف بوجه التاجر ورجل الاعمال عندما يكون مسارعمل ذلك التاجر أو رجل الاعمال باتجاه مصلحته الخاصة الشخصية وعندما يضرب ذلك التاجر عرض الحائط بالمصلحة العليا للشعب والوطن ،
هنا نجد تباينا واضحا بين موقف القائد الاسد وموقف الحكومة ممثلة برئيس الحكومة, فيا اعضاء مجلس الشعب لديكم الآن كلمة توجيهية من القائد الأسد يمكن اعتبارها بمثابة دليل عمل وخطة صالحة للتطبيق تخفف من تلك المعاناة التي يرزح الشعب تحت وطئتها .. اما آن الاوان ان تربطوا تلك الكلمة التوجيهية التاريخية بجدول زمني للتطبيق الحكومي ،
أليس موقعكم الطبيعي هو أن تكون الى جانب الشعب والقائد الاسد؟؟؟؟!!!!!!!.
أما حول مسألة الاستاذ رامي مخلوف فأقول, وأيا كانت الظروف التي أوصلت الأمور إلى حيث ما كان يجب بها أن تصل :... ربّ ضارة نافعة !! فالضرب بيد من حديد ، لن يقف عند الاستاذ رامي مخلوف وتجاوزاته!! بل هو شعار المرحلة المقبلة ، ضربا للفساد ووقفاً للتجاوزات شعاراً للتطبيق لا للاستعراض ، كن قرير العين يا استاذ رامي.. فلست المستهدف الوحيد، فأول الغيث يبدأ بقطرة ، ولن يكون هناك استثناء لاحد!!
ربطاً – فيديو القائد الأسد في إطلالته الحكومية موجها الحكومة . فهو أبلغ من أي مقال !!