الجميع بات يرنو بِحُلُمٍ أو بِيَقَظَة لِبَصيصِ أَمَلٍ يرسم البسمة على الشفاه بعد أن جَفت المآقي من حُبَيباتِ الندى التي آخَت الوجنات لِرَدحٍ من الزمن قارَبَ عَشرٍ عِجافٍ و نَيِّف, كعادته في بلسمة الكُلومِ بأقواله و مفرداته و أعماله ، يَلِجُ دريد لحام إلى الأفئدة مع باسل الخطيب برفقة طفلين ليختصرا المسافات الطويلة.....بيومين .
" يومين " يرصد بأحداثه قصة طفلين ولد و بنت يهربان من منزل ذويهما نحو المجهول بسبب تعنيفهما و أمهما من قبل والدهما المدمن على الكحول و الميسر, تشاء الصدفة أن يحط الرحال بهما في إحدى ضواحي دمشق الجميلة في منزل أبي سلمى الذي يعيش برفقة إبنته المُدَرِسَة سلمى ( دريد لحام وَرنا شميس ), أبو سلمى لديه دكان لبيع مستلزمات القرية تعاونه فيه إبنته سلمى و كل يومين يذهب للعاصمة بسيارته لتأمين مستلزمات الدكان, لينتهي الفيلم نهاية سعيدة و جميلة بإصلاح ذات البين بطريقة إرشادية ساهم بها أبو سلمى أدت لعودة الطفلين لوالديهما .
بين البداية و النهاية كان المخرج باسل الخطيب يقود أحداث الفيلم بأسلوبه الساحر و المشوق حيث مزج بين الكوميديا الحزينة و تلك السعيدة ليخرج بنهاية صفق لها الجميع ، لاسيما و أن المعالجة الدرامية إستطاعة أن تطوب قواعد إرشادية إفتقرت لها الكثير من الأسر أثناء و بعد الأزمة السورية علماً أن أحداث الفيلم إبتعدت قدر الإمكان عن واقع الحرب الذي عصف بسوريا .
/ يومين...../ فيلم روائي طويل من إنتاج المؤسسة العامة للسينما .إخراج : باسل الخطيب .وتأليف : تليد الخطيب عن قصة للفنان دريد لحام .بطولة : دريد لحام ، رنا شميس ، الطفلان " شهد زلق وَ جاد دباغ " ، أسامة الروماني ، حازم زيدان ، يحيى بيازي ، محسن غازي .
تم العرض الخاص للفيلم برعاية وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح و المؤسسة العامة للسينما في تمام الساعة الخامسة من مساء يوم الإثنين 22 / 1 / 2024 في الهيئة العامة لدار الأسد للثقافة و الفنون _ صالة الدراما, حيث أن المخرج باسل الخطيب أكد بحزن عميق في كلمة الإفتتاح "أن فيلم " أماني " هو الفيلم الأول للراحل أسامة الروماني و الذي كان قد طرحه من خلال المؤسسة العامة للسينما في العام الماضي أما فيلم " يومين " فقد كان أول تعاون له مع الراحل أسامة الروماني الخطيب أضاف " أنا متأكد أن روح الفنان أسامة الروماني سعيدة الآن في مكان ما " و على صعيد تعاوني مع الفنان دريد لحام فبالنسبة لي " الفرح هو دريد لحام...." علماً أن هذا العمل المشترك بيننا هو العمل الثالث بعد فيلمي / دمشق حلب / وَ / الحكيم / .
ختام كلمات الإفتتاح كان مع صانع الفرح دريد لحام الذي أرسل التحية لروح رفيقه أسامة الروماني التي ملأت الزمان و المكان, يصمت قليلاً و قد إنتابته رعشة البكاء ثم أردف قائلاً " بسبب الظروف الصعبة التي تمر بها بلادي أصبحت الحياة قاسية و لا مكان فيها للفرح و لكن في لحظات كهذه اللحظة يصبح الفرح ممكناً "
ينهي صانع الفرح كلمته بإلقاء السلام مثلما به إبتدأ راسماً بيده إشارة الصليب على صدره باعثاً برسالة من مسلمٍ سوري إلى كل العالم لا يفهمها إلا ذوو البصيرة يختمها بصوت شجي حنون صدح غناءً بكتب إسمك يا بلادي عالشمس الي ما بتغيب