رجال الدين الجهلة الذين يدعون انهم دعاة وعلماء, لا علاقة لهم بالدين ولا بالعلماء الأجلاء ، فهيمنوا على الفضائيات والكثير من وسائل الاعلان(الاعلام) ، ليبثوا سمومهم باسم الدين وجعلوا الأمة أمم متقاتلة ، فاصبح الكل يكره الكل ، وغاب العقل ، وساد الجهل ، وعم القتل ، ومزقت الوطان ، واصبح العربي تائها في دنيا الله بلا امل وبلا مستقبل.
وضعنا الحالي اكثر سوأ من وضع أوروبا في القرون الوسطى عندما كانت الكنيسة تتحكم بكل شىء ، وعاثت في الأرض فسادا حتى ثار الانسان الأوروبي ضدها وجردها من سلطاتها الدنيوية ، والزمها على حصر مهامها في الشؤون الدينية والروحية. هل سيأتي اليوم الذي سيظهر فيه صناع تاريخ عرب عظماء من امثال مارتن لوثر ، ومايكل انجلو ، وجاليليو ، وديفد هيوم ، وجان جاك روسو وغيرهم من صناع التاريخ الاوروبي ليساعدونا على التخلص من أباطرة الطبقة الدينية ، الذين باعوا انفسهم للسلطان ومتع الدنيا ، فامعنوا في الكذب والنفاق لخداع البسطاء واستغلالهم. هؤلاء المخادعون من رجال الدين واسيادهم الطغاة الذين يحركونهم كالدمى، وكلهم اثروا على حساب شعوب بلدانهم واصبحوا امن اصحاب الثراء الفاحش (حسب مجلة فوربس) بسبب عمالتهم لاسيادهم في الغرب لتكريس صناعة الجهل, والتي تهدف الى تقسيم الاوطان وابعاد المواطن العربي عن انتمائه الوطني لبلده وتقوقعه تحت عباءة الانتماء الديني والطائفي والمذهبي.
هم الذين زرعوا ، ورعوا ، ومولوا الحقد الذي يعصف بالمجتمع العربي ، ويشتته ، ويمزق نسيجه الاجتماعي الآن. لقد جندوا الملايين من اشباه الأميين اللذين لا يعرفون عن العالم شيئا ليلقوا خطب الجمعة المكرره في محتواها والتي لا علاقة لها بمشاكل الانسان الحاليه ، وليعظوا العامة ويفقهوهم في امور الدين التي لا يعرف المفقهون عنها شيئا وفي هذا الجهل يتساوى المفقه والمراد تفقيهه. لقد نجح هؤلاء في ارجاعنا الى عصر من الظلام الدامس ، والشك ، والتكفير ، والتخلف الحضاري لا يمكن السكوت عنه ويجب علينا مقاومته بقوة.
علينا كمسلمين ، ومسيحيين ، وعلمانيين وملحدين ايضا, ان نتحد ضد هؤلاء لايقاف موجة الكراهيه التي يعاني منها مجتمعنا ، ولكي نعيد الديانات التي خطفوها منا الى سموها ، وجمالها ، وتسامحها ، وانسانيتها ، واهدافها الروحانيه التي تمد جسور الاخوة بين البشر ، وتقرب الانسان من خالقه بالطريقة التي يختارها الانسان دون حاجة الى مواعظ وارشادات مشوهة تلوث كل ما هو انساني وجميل.